اقتصاد تركيا: العوامل والإنجازات
لقد بدأ مؤخرًا اسم تركيا يضج في وسائل الإعلام، من خلال إنجازاتها الكبيرة والمتتالية خاصة بعد ظهور تركيا القوي على الساحة الاقتصادية العالمية ومنافستها للعديد من الدول العظمى في هذا المجال. تعد تركيا واحدة من الاقتصادات الناشئة والرائدة في النمو والتي من المتوقع أن تكون من بين القوى الاقتصادية الرائدة في السنوات العشر القادمة، وأن توفر فرصًا مهمة للمستثمرين على مختلف الأصعدة. خاصةً أنها تمتلك اقتصاد متنوع ما بين الصناعات الحديثة والزراعة التقليدية.
الاقتصاد التركي بالأرقام
تركيا عضو مؤسس في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العشرين. كما أنها مصنفة بين دول E7. وهي تحتل المرتبة 19 في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، والمرتبة 11 من حيث تعادل القوة الشرائية. وفقًا للبنك الدولي، ارتفعت الطبقة الوسطى في تركيا من 18% إلى 41% من إجمالي السكان من الفترة 1993 إلى 2010.
في أكتوبر 2022، ارتفع معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 85.51% الأمر الذي كان أقل إلى حد ما من التوقعات بعد أن خفض البنك المركزي أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع الأسعار، في دورة التيسير التي طالما سعت إليها الحكومة التركية. ومع ذلك، فقد بدأ التضخم بالانخفاض إلى 57.68% منذ بداية عام 2023، ومن المتوقع أن يستمر في الانخفاض وفقًا لخطط الحكومة التركية التي تعمل من خلالها على تنمية البلاد والتخلص من أي ديون أو قيود تجاه البنك المركزي الدولي.
مقالات ذات صلة:
أهم قطاعات الاقتصاد في تركيا
شهد الاقتصاد التركي مؤخرًا نموًا كبيرًا. كان هذا النمو مدفوعًا بعدد من العوامل، بما في ذلك نسبة الشباب المتزايدة، والموقع الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا، والسوق المحلي الكبير والمتوسع، والبيئة السياسية المستقرة نسبيًا. يتسم الاقتصاد التركي بتنوع كبير، حيث تشمل الصناعات الرئيسية على:
القطاع الزراعي
نصف أراضي تركيا بأنها أراضي صالحة للزراعة. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإنها توظف 18% من القوى العاملة، وتوفر 10% من الصادرات، و 7% من الناتج المحلي الإجمالي. تركيا هي رابع أكبر مورد للخضروات من خارج الاتحاد الأوروبي وسابع أكبر مورد للفاكهة. المحاصيل التركية الرئيسية هي: القمح، وبنجر السكر، والحليب، والدواجن، والقطن، والخضروات، والفاكهة، علما بأن جميع البذور المستخدمة في تركيا منتجة محليا.
المنسوجات والملابس
وصلت عائدات تركيا من صادرات الملابس الجاهزة إلى مستويات قياسية بلغت 19.501 مليار دولار في عام 2022، وهي أعلى قيمة للصادرات لهذا القطاع على الإطلاق في تاريخ تركيا. مما أدى إلى نمو صادرات الملابس الجاهزة بنسبة 5.8% خلال عام ذات العام، محققة إيرادات بلغت 19.501 مليار دولار. وعلى صعيد الدول المستوردة، تصدرت ألمانيا القائمة بـ 3.3 مليار دولار، تلتها إسبانيا بـ2.5 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة بـ 1.9 مليار دولار. تشمل أكبر العلامات التجارية للأزياء في تركيا: Vakko و Beymen و Mavi Jeans و LC Waikiki و Derimod و Koton. الجدير بالذكر بأن براندات الملابس التركية تنافس البراندات العالمية وتحتل أرقام عالية على مستوى العالم من حيث الطلب عليها والشراء.
السيارات والمركبات المتحركة
منذ خمسينيات القرن الماضي، اتبعت الحكومة التركية سياسات تشجيعية تجارية ونقدية وضريبية لعبت دورًا كبيرًا في تطوير قطاع السيارات وجذب المزيد من الشركات العالمية العاملة في هذا المجال الصناعي الحيوي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا تمتلك موقعًا الاستراتيجيًا قريب من الأسواق الرئيسية في ثلاث قارات، وتمتلك شبكة بنى تحتية متطورة (موانئ بحرية وجوية، وطرق سريعة، وخطوط سكك حديدية) تساعد في نقل وتصدير هذا النوع من المنتجات بسرعة وسهولة، الأمر الذي أدى إلى ازدهار هذا القطاع بقوة.
لا يمكننا أن ننسى أيضًا خبرة وأهمية المهندسين الأتراك والفنيين والقوى العاملة في صناعة السيارات. وفقًا لمنظمة التعاون الدولي في آسيا (OICA) ، تحتل تركيا المرتبة 13 بين أكبر منتج في العالم ورابع أكبر منتج في أوروبا من حيث صناعة السيارات. مشيرة إلى أن تركيا صدرت منتجاتها إلى 193 دولة في القارات الخمس، بقيمة إجمالية قدرها 29 مليار دولار و 342 مليون دولار في عام 2021. وفي 29 أكتوبر 2022، افتتحت الحكومة التركية مصنع السيارات الوطني التركي "TOGG" ، وهو أول مصنع محلي للسيارات الكهربائية والذي ابتدأ عملية الإنتاج التسلسلي في ذكرى يوم الجمهورية التركية، في رسالة تظهر حجم الآمال التي يعلقها الأتراك على نجاح هذا المشروع في نقل بلادهم إلى الصف الأول.
الصناعات الدفاعية والعسكرية
تأتي الصناعات الدفاعية والعسكرية ضمن أبرز المحاور في رؤية تركيا 2023 التي شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تضاعفت نسبة الإنتاج العسكري التركي من 20٪ إلى 80٪ حيث بلغت 4.4 مليار دولار عام 2022، و من المتوقع أن تصل إلى 6 مليارات دولار في عام 2023. ومن ناحية أخرى، أطلقت تركيا مؤخرًا أقمار صناعية عسكرية/ استخباراتية جديدة مبنية محلية الصنع وهي (مشروع Göktürk-1) و (Project Göktürk-2) لاستخدامها من قبل منظمة الاستخبارات الوطنية التركية. علاوة على ذلك، في 23 أبريل 2023، تم إطلاق السفينة الحربية محلية الصنع (TCG Anadolu) حيث تم عرضها للجمهور في استعراض ضخم. الجدير بالذكر أن هذه السفينة يمكنها حمل حوالي 94 مركبة، بالإضافة إلى 10 طائرات هليكوبتر و 11 مسيرة هجومية على سطحها، بينما يمكن لحظيرة الطائرات الخاصة بها حمل ما مجموعه 94 مركبة،و 19 طائرة هليكوبتر، بالإضافة إلى استيعاب طاقم من 1223 شخصًا.
صناعة الحديد والصلب
نظرًا لأن صناعة الحديد والصلب توفر مدخلات لجميع القطاعات الاقتصادية تقريبًا، فإنها تلعب دورًا مهمًا في التصنيع والتنمية في تركيا. بدأ أول مصنع متكامل للحديد الصلب (KARDEMIR) العمل لأول مرة في كارابوك في عام 1939 عندما أنتجت تركيا الفولاذ الخام لأول مرة. من أجل تلبية الطلب على المنتجات المسطحة، بدأ المصنع المتكامل الثاني (ERDEMIR) الإنتاج في عام 1965. وفي عام 1977، دخل ISDEMIR ، ثالث مصنع صلب متكامل في تركيا، حيز التشغيل لتلبية الطلب على المنتجات طويلة الأجل ونصف المصنعة. في الوقت الحاضر، تمتلك صناعة الحديد والصلب التركية 19 فرن قوس كهربائي وثلاثة مصانع للأعمال المتكاملة وهي: KARDEMIR ERDEMIR ، ISDEMIR بطاقة إنتاجية إجمالية من الصلب الخام تقترب من 8.51 مليون طن سنويًا لتحتل تركيا المرتبة الثامنة في قائمة الدول لإنتاج الحديد والصلب. جدير بالذكر أن 5 شركات تركية هم من بين أفضل الشركات المنتجة للحديد والصلب وهي:
إردمير- تركيا (7.1 مليون طن) (المركز 47)
حباش (4.4 مليون طن) (المركز 72)
إيتشداش (3.6 مليون طن)( المركز 76)
ديلر (2.3 مليون طن) (المركز 108)
تشولا أوغلو (2.1 مليون طن) (المرتبة 110)
قطاع المقاولات والإنشاءات
صنفت مجلة ENR العالمية تركيا في المرتبة الثانية بعد الصين كأفضل دولة مقاولات في العالم، في قائمة ضمت 250 دولة من حيث حجم الانتشار العالمي لشركاتها الإنشائية، والتي تبنت العديد من المشاريع الكبرى في العالم خلال السنوات الخمس الماضية التي جذبت المستثمرين الأجانب وخلقت طلبًا كبيرًا على شراء العقارات في تركيا. وفقًا لأحدث البيانات التي قدمتها وزارة التجارة التركية، قام المقاولون الأتراك ببناء أكثر من 10100 مشروعًا في 125 دولة، مما رفع قيمة مشاريع البناء التركية إلى ما يقرب من 450 مليار دولار أمريكي. توزعت شركات المقاولات التركية عبر القارات الخمس، وخاصة أوروبا وآسيا، حيث أنها أشرفت على بناء مشاريع بناء سكنية وتجارية كبرى بالإضافة إلى المطارات والجسور والمرافق الوطنية المختلفة. بسبب هذا التنوع والتطور، يواصل المستثمرون من جميع أنحاء العالم الاستثمار في العقارات التركية حيث يظهر مقدار الأرباح الهائلة التي تعود بها عليهم.
وعلى الرغم من أن قطاع المقاولات العالمي يمر بفترة صعبة، خاصةً خلال العامين الماضيين، إلا أن الشركات التركية تمكنت من تمثيل بلادها بأفضل طريقة على المستوى العالمي؛ خلال عام 2019، أشرفت الشركات الانشائية التركية على أكثر من 438 مشروعًا في العديد من الدول، حققوا من خلالها أكثر من 18 مليار دولار أمريكي، وهو رقم جيد مقارنة بإيرادات المشاريع الأجنبية لباقي الدول الرائدة في قطاع البناء والإنشاء على المستوى العالمي، حيث تأثرت دول كثيرة نسبيًا بالتطورات الجيوسياسية والتحديات التي تواجه العالم الاقتصادي. علاوة على ذلك، احتلت روسيا وقطر والكويت والعراق وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان والمملكة العربية السعودية والمجر وصربيا وأوكرانيا وأذربيجان ورومانيا وبلغاريا والولايات المتحدة الأمريكية صدارة الدول التي شهدت أكبر المشاريع العقارية التي بناها مقاولون أتراك. وهذا يدل على كفاءة المقاولين الأتراك في هذا المجال، والذي أصبح مصدر قوة لتركيا.
السياحة العلاجية
أصبحت تركيا الآن إحدى الدول الرائدة في السياحة العلاجية، حيث تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وقد أولت الحكومة التركية اهتمامًا كبيرًا لهذا النوع من السياحة مؤخرًا، وأنشأت العديد من المستشفيات العامة والخاصة والمراكز الطبية والعيادات الخاصة حيث يُعد مستشفى باشاك شهير الذي تم افتتاحه في أواخر في أبريل 2023 من أكبر الإنجازات الطبية التركية فهو أكبر مدينة طبية في أوروبا. وفقًا لصحيفة ديلي صباح، حققت السياحة العلاجية عائدات بقيمة مليار دولار في عام 2019 للاقتصاد التركي، حيث تم الحصول على حوالي 60% من الدخل من العمليات الجراحية التجميلية. وفقًا لـ Glasgow Research & Consulting ، كان هناك ما يقدر بـ 23 مليون سائح بهدف العلاج في تركيا في عام 2019، منهم 2.3 مليون قدموا من الولايات المتحدة.
أسباب اختيار تركيا للسياحة العلاجية:
- خدمة عالية الجودة ومعدات طبية متطورة.
- طاقم طبي ذو كفاءة عالية.
- الجمع بين العلاج وزيارة الاماكن السياحية في تركيا.
- تكاليف منخفضة مقارنة بالدول الأخرى.
المجالات الطبية الأكثر طلبًا من حيث السياحة العلاجية في تركيا:
- زراعة الشعر
- جراحة الأعصاب
- الجراحة التجميلية
- علاجات الأسنان
- جراحة وعلاج الأورام
جدير بالذكر أن نسبة نجاح علاج الأسنان في تركيا هي 98%. كما أن تكاليف إجراءات طب الأسنان في تركيا أقل بنسبة 70% مما هي عليه في دول كثيرة مثل المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية. يأتي المرضى الأجانب للعلاج في تركيا بشكل أساسي من إسبانيا وهولندا وبلجيكا والمملكة المتحدة وفرنسا ودول الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة.
التجارة الخارجية
يُعد موقع تركيا على طول جنوب شرق أوروبا وجنوب غرب آسيا مركزًا مهمًا للتجارة عبر القارات عبر التاريخ. إضافةً إلى امتداد سواحلها على البحر الأسود وبحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، تشترك تركيا في الحدود البرية مع أرمينيا وأذربيجان وبلغاريا وجورجيا واليونان وإيران والعراق وسوريا. تتنوع الصادرات التركية، سواء من حيث الموارد الطبيعية أو المنتجات بما في ذلك المركبات والآلات. ونظرًا لأن الهدف الرئيسي في التجارة هو الربح، فمن المهم أن تكون المنتجات المراد شرائها ذات جودة عالية ورخيصة الثمن. فكما نعلم، يزداد الطلب على سلع الدول التي تنتج منتجات رخيصة وعالية الجودة في التجارة الدولية، ولهذا السبب تحتل تركيا موقع الصدارة من حيث التجارة.
معلومات عامة عن التجارة الخارجية في تركيا:
- سجلت صادرات الملابس التركية في آب/ أغسطس 2020 زيادة بنسبة 10.87% مقارنةً بنفس الشهر من العام السابق، بقيمة تصدير تبلغ مليار 545 مليون و 731 ألف دولار. وبحسب مجلس المصدرين الأتراك فإن أكثر من 160 دولة استوردت الملابس التركية الجاهزة خلال شهر أغسطس/ آب 2020.
- احتلت المنتجات الزراعية التركية الصدارة بين منتجات التصدير في تركيا، حيث بلغت 70% من الصادرات.
- الكروم والبورون والحديد والنحاس والزئبق والرصاص والملح والرخام والحجر الرملي والمنغنيز هي العناصر الرئيسية التي يتم تصديرها من تركيا.
- يتمحور جزء كبير جدًا من تجارة تركيا حول صناعة السيارات، حيث أن أكبر صادرات تركيا هي السيارات، حيث تبلغ قيمتها 13.2 مليار دولار.
المدن الاقتصادية الكبرى في تركيا
تساهم أغلب المدن التركية بشكل كبير في نمو الاقتصاد التركي. إلا أن هناك عدد من المدن الرئيسية التي تحتل الصدارة ومن أهمها:
اسطنبول: وهي العاصمة الاقتصادية والمالية للبلاد، اسطنبول ذات اقتصاد متنوع يشمل صناعات مثل التمويل والسياحة والتجارة والتصنيع.
أنقرة: هي العاصمة الإدارية لتركيا وهي موطن للعديد من الهيئات والوزارات الحكومية. كما أن لديها اقتصادًا متناميًا يشمل صناعات مثل البناء والزراعة والتكنولوجيا.
إزمير: هي ثالث أكبر مدينة في تركيا وهي مركز وميناء تجاري وصناعي مهم. اقتصادها متنوع ما بين الزراعة والتصنيع والسياحة.
بورصة: هي مركز صناعي رئيسي في تركيا وتشتهر بصناعات النسيج والسيارات. كما أنها مقصد سياحي شهير بمعالم تاريخية وجمال الطبيعة.
أضنة: تشتهر بالزراعة والصناعات التحويلية كما أنها موطن للعديد من الجامعات ومراكز البحوث.
يجدر بالذكر أن هناك مدن تركيا كثيرة أيضًا تشارك في نهضة تركيا الاقتصادية مثل: أنطاليا وقونية وغازي عنتاب وديار بكر.
نحن جاهزون للإجابة عن جميع استفساراتكم فلا تترددوا بالتواصل معنا عبر الواتس اب اضغط هنا
#اقتصاد #استثمار #تجارة #صناعة #زراعة #شركات #تركيا